طلب الأسد إلى الذئب والثعلب
أن يشاركاه في الصيد وفي الغنيمة ،
فرضي الاثنان وفَرِحا
بما سيحظيان به مع الأسد من فرائس .
وخرجوا جميعاً للصيد في الغاب ،
وسرعان ما عادوا بحمار وغزال وأرنب –
حصيلةِ الجهد والدهاء والشجاعة .
وقال الأسد للذئب :
"هاتِ أرني حكمتك ، واقسم الصيدَ بيننا ."
فقال الذئب : " المسألة بسطية يا مولاي .
لكأن ما صدناه مفصّل تفصيلاً علينا :
الحمار لجلالتك ، والغزال لي ،
والأرنب للثعلب ."
فغضب سلطان الغاب
وزأر قائلاً : "يا للقسمة السخيفةِ !"
وخبط الذئبَ بمخلبه خبطةً
اطارت رأسه عن جسده ،
ودحرجته بعيداً في التراب .
وقال للثعلب : "والآن ، أرني حكمتك أنت .
هيّا اقسم بيننا . "
فقال ما أبسط الأمر يا مولاي ،
وما اوضحه لكل عين !
الأرنب لفطورك ، والغزال لغدائك ، والحمار لعشائك ..."
فابتسم الأسد لشريكه ، وهتف :
" أحسنت ! من الذي علّمك هذه الحكمة ؟"
فأجاب الثعلب :
"رأس الذئب الطائر هناك ..." :)